في عام 2007 قامت «أميركان كوليدج اوف غاستريونتيرولوجي» (الجمعية الاميركيةلأطباء الجهاز الهضمي) بوضع لائحة للمساعدة، مؤلفة من عشر نصائح للتعامل مع الغازاتالمعوية، كما قمنا من جهتنا بأبحاثنا الخاصة، وأضفنا الى اللائحة بعض الاضافاتلتنتهي باكثر من عشر.
أنواع الطعام والشراب وطريقة تناولهما تتسببان فيحدوثها
1- انها (الغازات) امر طبيعي، لا بل ربما اشارة جيدة، فأغلبيةالبالغين يقومون باطلاق مثل هذه الغازات المعوية 10 الى 20 مرة في اليوم الواحد. انبعض المأكولات الصحية مثل الفاصولياء والفول والبروكلي وبعض الحبوب الكاملة تميلالى التسبب في الغازات. ان القليل من الانتفاخ الزائد عن الحد، قد يكون اشارة جيدةبأنك تأكل جيدا بالطريقة الصحيحة.
الأكل والتدخين
2- تمهل في اكلك، لأنكتتناول طعامك بسرعة، وعليك ان تطيل فترة الوجبة، لانه لدى تناولك الطعام، اوالشراب، فان القليل من الهواء يدخل الى جوفك. وبعض هذا الهواء يرتد بسرعة على شاكلةتجشؤ، لكن بعضه قد يدخل الى معدتك ويجد طريقه في النهاية عبر المجرى الهضمي برمته. من هنا فإن اغلبية النصائح والارشادات لتخفيف التطبل ترمي الى التخفيف من كميةالهواء الداخل بشكل عرضي. لذا تناول طعامك وشرابك ببطء، وامضغ الطعامجيدا.
3- يدخل الهواء ايضا الى جوف الانسان اذا كان مندمجا مع الشرابوالطعام. وتعتبر المشروبات الغازية والمرطبات الاخرى وراء مثل هذه المزعجات. لكناطباء الجهاز الهضمي ينصحون ايضا في ما يتعلق بالحليب المخفوق المملوء بالهواءوالكعك الاسفنجي وبعض الحلويات الاخرى.
4- التدخين: وما هي العلل التي لايسببها! ويبدو ان بعض الهواء يجري ابتلاعه لدى قيام الفرد بالتدخين. وكانت حملاتمقاومة التدخين قد حاولت اخافة الناس بالعديد من التنبيهات والتحذيرات في ما يتعلقبالامراض القلبية والرئوية. وربما من الافضل اضافة الانتفاخ، الى لائحة العواقب هذهايضا.
5- تجنب الكبريت: والتطبل يحتوي على مزيج من الغازات، لكن الرائحةالكريهة مصدرها الغازات التي تحتوي على الكبريت، ولا سيما كبريتيد الهيدروجين والميثيلميركاباتان Methylmercaptan. وادخال القليل من الكبريت الى الجهاز الهضمي منشأنه تقليل كمية الغازات التي تخرج من الجسم. اما الاطعمة التي تحتوي على محتوياتملحوظة من الكبريت، فهي البيض واللحوم والقنبيط.
البقوليات والسكريات
6- وقد تسبب الفاصولياء والفول وبعض الفواكه مشكلات. وهناك ثلاثي من السكريات الكبيرةوهي «رافينوز» Raffinose و«ستاشيوز» Stachyose و«فيرباكوز» Verbascose التي تستطيعالوصول الى الامعاء الغليظة من دون ان تمس تقريبا، نظرا الى عدم وجود الانزيماتالتي تقوم بهضمها. لكن مثل عملية الانقاذ هذه المؤقتة لن تدوم طويلا، لكونالبكتيريا المستوطنة في الامعاء الغليظة تعيش على مثل هذه السكريات منتجة الغازاتكمنتج ثانوي.
والبقوليات والفاصولياء والفول والعدس وبعض الخضراوات الاخرىتسبب التطبل، لانها تحتوي على مثل هذه السكريات. والفاصولياء والفول لا يسببانالكثير من الغازات اذا ما غليتهما فترة قصيرة وتركتهما في الماء لمدة ساعة، ومن ثمطهوتهما مجددا في وعاء من الماء العذب. كما ان طهوهما فترة طويلة قد يقوم بالمهمةهذه ذاتها ايضا.
7- لكن «بينو» Beano قد يساعد قليلا. فهو اسم ماركة لقرص لايخضع للوصفة الطبية والذي يحتوي على «ألفا-غلاكتوسايديز» Alpha-Galactosidase، وهوانزيم من شأنه تحطيم السكريات التي لا يمكن هضمها قبل وصولها الى الامعاء الغليظة. وكانت دراسة ايطالية نشرت في عام 2006 قد وجدت ان جرعة عالية من ال «بينو» (مساويةالى ثمانية اقراص) من شأنها تخفيض الانتفاخ، لكن جرعة اكثر اعتيادية مقدارها (قرصانمن بينو) لم تصل الى درجة الاهمية الاحصائية. ومع ذلك فانه من الجدير تجربة «بينو».
8- الاطعمة المحلاة بقطر او شراب الفروكتوز العالي المركز المستخلصمن الذرة، قد تسبب التطبل وانتفاخ المعدة لدى بعض الاشخاص نظرا الى ان امعاءهمالدقيقة لا يمكنها امتصاص كميات من الفروكتوز. كما ان السوربيتول Sorbitol والكحوليات السكرية الاخرى مثل «مالتيتول» Maltitol و«زيليتول» Xylitol قد تنتجالغازات ايضا.
علاجات متنوعة
9- علاجات مع علامات استفهام. من المفترض انتقوم اقراص الفحم النباتي بامتصاص الغازات الكبريتية الكريهة الرائحة في القولونقبل طرحها الى الخارج. لكن نتائج الدراسات حول هذا الامر لم تكن متناسقة، اذ يعمل «سميثيكون» Simethicone، احد المقومات النشيطة في المنتجات المقاومة للغازات، مثل «الغاز-إكس» Gas-X، عن طريق اذابة الفقاعات الغازية. وكان هذا العلاج الرئيسيللغازات لسنوات، لكن الخبراء يضعون علامات استفهام حول منافعه.
10- ألبسةداخلية تقضي على الروائح. انها عكس وسائد المقاعد المزودة برواشح من الفحم النباتيالتي من المفترض ان تمتص غازات البطن. وكان الدكتور مايكل ليفيت الباحث منمينابوليس الذي اشتهر بأبحاثه الخاصة بالانتفاخ قد خرج بنتائج يقارن فيها الوسائدمع المنتجات الاخرى المصنوعة من مواد تقضي على الروائح.
وهناك لباس داخليمصنوع من من الالياف الكاربونية المنشطة كان قد امتص تقريبا جميع الغازات المحتويةعلى الكبريت تقريبا. وهو عبارة عن رقع محاكة داخل اللباس الداخلي بنسبة 55 الى 77في المائة. في حين ان نسبة الوسائد هي 20 في المائة فقط. واللباس الداخلي هذا هوغالي الثمن، اذ ان النوع الذي استخدمه ليفيت في التجربة كلف نحو 65دولارا.
11- تعديل النظام الذاتي: تعمل البكتيريا في الامعاء كنوع من النظامالذاتي، اذ ان القليل او الكثير من فصائل محددة من هذه البكتيريا يمكنها انتاجغازات بطن زائدة عن الحد. لكن تناول حيويات منتجة ومعدلة حسب الطلب التي تدعى «بروبايوتيكس» Probiotics التي تعيد تزويد جوف الانسان بالبكتيريا، قد يساعد.
وفي بعض الاحيان تكون المشكلة في وجود كميات كبيرة من البكتيريا. وقد يوصفاحيانا تناول «ريفاكسامين» Rifaximin (كسيفاكسان Xifaxan) وهو من المضادات الحيوية،الذي يوصف عادة للمسافرين لعلاج الاسهال الذي يصيبهم اثناء السفر، ومشاكل البطن،لعلاج هذه الحالة ايضا رغم انه غير موجه اصلا لهذا الغرض.
12- الابتعاد عنالمشكلة: فقد اظهرت دراسة اسبانية نشرت العام الماضي ان الاشخاص الذين خضعواللدراسة احتفظوا بكميات اقل من الغازات في بطونهم عندما مارسوا التمارين الرياضيةالخفيفة. ولكن ان كنت في منطقة مكشوفة في العراء، فقد لا يلاحظ احد تخلصك منالغازات، لتشعر بعدها بالراحة