أظهرت دراسة جديدة أجريت فى جامعة ييل الأمريكية، أن الجرعات المنخفضة من الملوّثات البيئية المستخدمة على نطاق واسع فى تصنيع المواد البلاستيكية الموجودة فى أوعية حفظ الطعام وزجاجات الرضاعة، قد تضعف الوظائف الدماغية، وتؤدى إلى الإصابة بصعوبات التعلم، وأمراض عصبية مصاحبة للشيخوخة.
ووجد فريق البحث حسب صحيفة العرب اونلاين، أن الجرعات الضئيلة من مادة "بيسفينول-أ"، عند إناث الفئران، أعاقت الإثارة الاستروجينية للتشابكات العصبية فى منطقة الهايبوكامباس الدماغية المسؤولة عن السلوكيات الجنسية المتمايزة وتشكّل الذاكرة واستعادتها.
وأشار الباحثون إلى بعض التقارير حول وجود تراكيز عالية من تلك المادة فى دماء النساء الحوامل، وأنها تؤثر بصورة سلبية على النمو والتطور الدماغى عند الإنسان، وتسبب تأثيرات طويلة الأمد على المهارات الذهنية، وقدرات التعلّم عند الأطفال.
هذا ومن جانب اخر ،حذر أخصائي من استعمال عبوات المياه البلاستيكية الفارغة داعيا إلى الامتناع التام عن إعادة مليء مثل هذه العبوات واستخدام الزجاجات المصنوعة من الزجاج "كبديل صحي عنها".
وأوضح الأستاذ المساعد بهيئة الطاقة الذرية بمصر الدكتور رؤوف عكاشة أن أمراضا على رأسها الأمراض السرطانية قد تتسلل نتيجة استعمال الكثير من زجاجات المياه البلاستيكية من المياه الصحية أو المعدنية وإعادة ملئها بالمياه بالماء ووضعها في الثلاجة.
وأشار إلى أن قسما كبيرا من الزجاجات البلاستيكية التي تستخدم كعبوات للمياه وبعض الأدوية أو معلبات الألبان يتم تصنيعها من مركبات كلور عضوية مبينا أن إعادة استخدام هذه الزجاجات يؤدى إلى ما يعرف بالكلورة.
أوضح أن مياه الصنبور التي يستخدمها الكثيرون معاملة بغازالكلور - كإحدى خطوات تنقية المياه - مشيرا إلى أن الكلور كعامل مؤكسد قوى يستطيع أن يتفاعل مع كثير من المواد العضوية وغير العضوية ويكون معها مركبات متعددة.
ونوه عكاشة بأن الكلور كعنصر نشط يتفاعل مع المركبات الكيميائية المصنعة منها الزجاجات البلاستيكية ليحدث ما يسمى بالكلورة " التي تؤدى إلى سرطانات حتمية الحدوث مع كثرة الاستخدام".
أن "الوقاية خير من العلاج" لذا فأنه دعا إلى الامتناع التام عن إعادة ملء مثل هذه الزجاجات واستخدام الزجاجات المصنوعة من الزجاج كبديل صحي تجنبا لمثل هذه المخاطر.
ومن جانب آخر وحول بعض الإرشادات الصحية الواجب اتباعها في المنازل لحماية الأفراد من الأمراض نصح د. ريتشارد موريارتي أستاذ طب الأطفال بجامعة بيتس بيرج الأميركية مؤخرا مراعاة شطف الأواني وأدوات المطبخ جيدا من الصابون السائل الذي تستخدمه ربات البيوت هذه الأيام، لأن تخلف بعض بقايا الصابون على الأواني والأطباق وأدوات السفرة قد يؤدي إلي إصابة الأمعاء ببعض المشاكل الصحية، أيضا قد يؤدي إلى بعض الأمراض المزمنة مثل التهاب غشاء القولون، كذلك أغشية المعدة، كما يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية بالمريء.
يقول د. موريارتي إن مخلفات الصابون على الأواني عادة ما تظهر نتيجة عدم الشطف الجيد، مما يعني ابتلاع أفراد الأسرة كميات قليلة من الصابون من وقت لآخر دون أن يدروا وذلك عن طريق طعامهم أو مع المشروبات التي يتناولونها.
نتيجة لذلك فإن هذه المواد تعمل على تآكل خط الدفاع لدى الجهاز المعوي، وهو ما يؤدي إلى حساسية الأمعاء، لذلك فإنها تكون عرضة لهجوم البكتيريا. ولتجنب حدوث مثل هذه المشاكل الصحية ينصح الطبيب بالآتي:
ـ الإقلال بقدر الإمكان من استخدام الصابون السائل المستخدم في غسل الأواني في أحواض الاستنلس ستيل.
ـ يجب العناية بشطف الأواني وأدوات المائدة جيدا بعد غسلها للتخلص من بواقي الصابون العالقة بها.
ـ الحرص على وضع قليل من الملح في زجاجات رضاعة طفلك مع قليل من الماء المضاف إليه خل، ثم رجي الزجاجة جيدا حتى يمكن التخلص من جميع بقايا الصابون، ثم إعادة الشطف أكثر من مرة، على أن تقلب بعد ذلك على الصفاية بحيث يسمح للهواء للدخول من فوهتها حتى تجف تماما.
ولمزيد من الحرص يمكنك وضع هذه الزجاجات داخل فرن البوتاجاز بعد إطفائه عقب الانتهاء من إعداد الطعام مما يساعد على تعقيم الزجاجات وتجفيفها بصورة أسرع.